اهل البيت ( عليهم السلام ) في القرأن الكريم والسنة المطهرة

[color:3ecb=red][size=18][center]بسم الله الرحمن الرحيم

وافضل الصلاة واتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين حبيبنا وشفيعتا ونجيبنا ابي القاسم محمد اللهم صل على محمد وال محمد وصل يا ربي وبارك على اله اجمعين الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين المنتجبين وسلم تسليماً كثيرا .

مقدمة


بعد التوكل على الله تعالى بدأت بعمل هذا الموضوع ليكون مرجعاً لكل ما يختص بال محمد صلوات الله عليهم وبركاته واستعنت بالمصادر المتفق عليها من كافة المسلمين انطلاقاً من قول الرسول الاكرم محمد ص وكما جاء في الحديث المتفق عليه (( أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله واهل بيتي )) وقال ثلاثاً اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي !!


لبيك يا حبيب الله انا قررت ان استجيب لدعوى النجيب والخاتم محمد بكل ما استطيع رغم تقصيري الشديد اتجاه الدين الحنيف وبالخصوص اهل البيت عليهم السلام .


من هم اهل البيت ؟؟

قد ورد عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال : لما نظر رسول الله إلى الرحمة هابطة قال : (أدعوا لي أدعوا لي) فقالت صفية : مَن يا رسول الله ؟ قال : (أهل بيتي : علياً وفاطمة والحسن والحسين)، فجيء بهم ، فألقى عليهم النبي كـسـاءه ثمّ رفع يديه ثم قال : (اللّهم هؤلاء آلي فصل على محمد وآل محمد)، وأنزل الله عز وجلّ : ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)) (رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3 / 147 ـ 148 ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد).
هذا الحديث وما ورد بمعناه صريح في اختصاص أهل بيت النبي بعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام). أنظر صحيح مسلم 7 / 130 ، السنن الكبرى للبيهقي 2 / 149 و 150 و 152 ، تفسير الطبري 22/ 5 و 6 و 7، تفسير ابن كثير 3 / 483 و 485 ، جامع الأصول 10 / 100 و 101 ـ 102 ، تيسير الوصول 3 / 297 ، الدر المنثور 5 / 198 و 199 ، صحيح الترمذي / 85 و 13/ 248 و 249 ، المستدرك على الصحيحين 2 / 416 ، مجمع الزوائد 9 / 167 ، مشكل الآثار 1 / 334 و 335 ، مسند احمد 4 / 170 ، تاريخ بغداد 9 / 126 ، تفسير الثعالبي 3 / 228 ، تهذيب التهذيب 2 / 297 ، الرياض النضرة 2 / 248.


وسيأتي التفصيل أن شاء الله


أهل البيت البيت في القرأن الكريم



ولتبيان هذه المنزلة العظيمة نذكر بعض الايات والسور والواردة في حقهم وهي كثيرة نختصر على :-



اية التطهير وعصمة اهل البيت



قال تعالى (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا {الأحزاب/33}



قول السيدة عائشة في تفسير الاية ( صحيح مسلم )

ويكفي ذكر مصدر واحد من صحيح الامام مسلم يبين ما المقصود من الاية وهل تشمل غير اهل البيت



‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏ومحمد بن عبد الله بن نمير ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لأبي بكر ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏محمد بن بشر ‏ ‏عن ‏ ‏زكرياء ‏ ‏عن ‏ ‏مصعب بن شيبة ‏ ‏عن ‏ ‏صفية بنت شيبة ‏ ‏قالت قالت ‏ ‏عائشة ‏
‏خرج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏غداة ‏ ‏وعليه ‏ ‏مرط ‏ ‏مرحل ‏ ‏من شعر أسود فجاء ‏ ‏الحسن بن علي ‏ ‏فأدخله ثم جاء ‏ ‏الحسين ‏ ‏فدخل معه ثم جاءت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏فأدخلها ثم جاء ‏ ‏علي ‏ ‏فأدخله ثم قال ‏
(( ‏إنما يريد الله ليذهب عنكم ‏ ‏الرجس ‏ ‏أهل البيت ويطهركم تطهيرا ‏))


صحيح مسلم بشرح النووي
‏
‏قَوْله : ( وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّل ) ‏
‏هُوَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة . وَنَقَلَ الْقَاضِي أَنَّهُ وَقَعَ لِبَعْضِ رُوَاة كِتَاب مُسْلِم بِالْحَاءِ , وَلِبَعْضِهِمْ بِالْجِيمِ . وَالْمُرَحَّل بِالْحَاءِ هُوَ الْمُوَشَّى الْمَنْقُوش عَلَيْهِ صُوَر رِحَال الْإِبِل , وَبِالْجِيمِ عَلَيْهِ صُوَر الْمَرَاجِل وَهِيَ الْقُدُور . وَأَمَّا الْمِرْط فَبِكَسْرِ الْمِيم , وَهُوَ كِسَاء , جَمْعه مُرُوط , وَسَبَقَ بَيَانه مَرَّات . ‏

‏قَوْله تَعَالَى : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ } ‏
‏قِيلَ : هُوَ الشَّكّ , وَقِيلَ الْعَذَاب , وَقِيلَ : الْإِثْم . قَالَ الْأَزْهَرِيّ : الرِّجْسُ اِسْم لِكُلِّ مُسْتَقْذَر مِنْ عَمَل .


رقم الحديث 4450

بعد ان ثبت عند جميع المسلمين وبالاجماع على ان حديث الكــسـاء واية التطهير هو مختص بهؤلاء دون سواهم وهذه حكمة اليها سوف تتوضح لك عزيزي القارئ فيما بعد ما هي .



والا ماذا يقصد النبي محمد ص بوضعهم داخل الكــسـاء ؟؟ سؤال محير



قول ام سلمة زوج النبي محمد ص في هذه الاية



ابن جرير الطبري في " تفسيره " ( / 7 ) ح / حدثني أبو كريب ( 1 ) ، قال : ثنا وكيع ، عن عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، عن أم سلمة قالت : لما نزلت هذه الآية : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " دعا رسول الله عليا وفاطمة الزهراء وحسنا وحسينا عليهم السلام " فجلل عليهم **اء خيبريا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قالت أم سلمة : ألست منهم ؟ قال : أنت إلى خير " .

أحمد بن حنبل في " المسند " ( 6 / 304 ) ح / حدثنا أبو أحمد ال**يري ( 1 ) ، ثنا سفيان ( 2 ) ، عن **يد ( 3 ) ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة أن النبي جلل على علي وحسن وحسين وفاطمة ( ع ) **اء ثم قال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " فقالت أم سلمة : " أنا منهم ؟ فقال : " إنك على خير "






فتبين لنا ان اية التطهير هي خاصة لاهل البيت عليهم السلام بدليل عدم دخول السيدة ام سلمة رض والسيدة عائشة ايظاً .



اهل البيت واية المباهلة ( لنصارى نجران )

(( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ {آل عمران/61}إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {آل عمران/62} فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ {آل عمران/63}



وجملة ما حصل بعد ان طالب زعماء النصارى بمناظرة النبي والمباهلة اي ان يلعن الله الكاذب بين الفريقين فما كان بالنبي محمد ص الا ان اخرج اهل بيته للمناظرة مما اثار حفيضة نصارى نجران فقالو لو خرج بأصحابه فباهلوه ولو خرج بأهل بيته فلا تباهلوا


فقال كبيرهم أني لارى وجوهاً لو اقسمت على الله ان يزيل جبلاً من مكانه لازاله

فلا تباهلوا وتحل عليكم اللعنة وفعلاً قبلوا الصلح مع النبي محمد ص لمجرد رؤيتهم

وجوه وعظمة اهل البيت فجاء وبكل التفاسير الطبري وابن كثير وغيره العديد بل اجمعت الامة الاسلامية

على هذا التفسير

وهو قوله تعالى ( ابنائنا ) الحسن والحسين ( نسائنا ) فاطمة انفسنا ( الامام علي )


ويمكن مراجعة اصح المصادر التالية :-

(1) صحيح مسلم : 7/120 .
(2) مسند أحمد : 1/185 .
(3) صحيح الترمذي : 5/596 .
(4) خصائص أمير المؤمنين : 48 .
(5) المستدرك على الصحيحين : 3/150 .
(6) فتح الباري في شرح صحيح البخاري : 7/60 .
(7) المرقاة في شرح المشكاة : 5/589 .
(8) احكام القرآن للجصاص : 2/16 .
(9) تفسير الطبري : 3/212 .
(10) تفسير ابن كثير : 1/319 .
(11) الدر المنثور : 2/38 .
(12) الكامل في التاريخ : 2/293 .
(13) أسد الغابة : 4/26 .


اية المودة ( واجر الرسالة المحمدية )

كل الانبياء عندما سألهم قومهم على اجر قالوا

النبي نوح عليه السلام


إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ {الشعراء/106} إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ {الشعراء/107} فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ {الشعراء/108} وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ {الشعراء/109}


النبي هو عليه السلام

إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ {الشعراء/124} إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ {الشعراء/125} فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ {الشعراء/126} وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ {الشعراء/127}

وكل الانبياء قالوا هذا القول


لكن ما ذا قال الرسول الخاتم في اجر الرسالة المحمدية بأمر من الله تعالى


ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ {الشورى/23}



منهم القربى يا ترى ؟؟ ولماذا طلبها لهم ؟؟


ان النبي (ص) عندما يطلب المودة لأقربائه ويجعلها أجراً على رسالته , لا يعني بذلك جميع أقربائه , لأن ذلك ينافي صريح القرآن , إذ كيف يطلب رسول الله (ص) مودة من لعنه الله في محكم كتابه مثل ابي لهب , وانما يطلب المودة لمجموعة خاصة وافراد معينين من اقربائه , والذين بهم يتم حفظ الرسالة الاسلامية والنبوة المحمدية , ومنهم يؤخذ الدين الصحيح , وبهم النجاة من الاختلاف والانحراف , وهم الائمة المعصومون (ع) من أهل البيت .
ثم ان النبي (ص) عندما يطلب الاجر فهو بالحقيقة عائد الى المسلمين , لا الى النبي (ص) ولا الى أهل بيته (ع) , لانهم لم يكونوا بحاجة الى هذه المودة , بالقدر الذي يفيد سائر الامة في الحفاظ على مبادئ الدين وكتاب الله المبين وسيرة سيد المرسلين .




هل الاية ثابتة بحق اهل البيت ؟؟


لا شكّ ولا شبهة في ورود الأخبار المأثورة عن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) على أنّ آية المودّة ثابتة في حقّ أهل البيت (عليهم السلام) بشهادة المصادر المتواترة.
(الدر المنثور للسيوطي 6 / 7 ـ فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل 2 / 669 ـ المستدرك على الصحيحين 3 / 172 ـ شواهد التنزيل للحسكاني 2 / 130 ـ الصواعق المحرقة لابن حجر / 170 ـ تفسير الرازي 27 / 166 ـ مجمع الزوائد للهيثمي 9 / 168 ـ الكشاف للزمخشري 4 / 219 ـ ذخائر العقبى للطبري / 25 ـ ينابيع المودة 3/137 وغيرها).[/center][/size][/color]